إن احترامنا لذواتنا مغروس فينا منذ صغرنا ، ولكن الانتقاد المستمر من قبل الآباء، وأفراد العائلة يساعد على انتزاع تقديرنا لأنفسنا شيئاً فشيئاً.
إن ضعف احترام الذات لدينا يُسلبنا الثقة في أنفسنا في اتخاذ حتى أصغر القرارات وهذا يصل بنا إلى درجة احتقار أنفسنا والشعور بأننا لا نستحق أن نكون سعداء.
إن ثقتك بنفسك سوف تزداد إذا ما قمت بتحسين احترامك لذاتك وهذه هي الخطوة الأولى نحو السعادة والحياة الكريمة. كن على يقين بأنك متميز وفريد وتستحق أن تكون الإنسان الذي يحقق أحلامه ، وساعتها تستطيع أن تحصل على هذه الثقة.
الخطوات
- اتخذ خطوات قليلة واجعل لنفسك خيارات صغيرة وذلك لكسب الثقة في قدرتك على اتخاذ القرار. وكلما أصبحت أكثر اطمئناناً في قدرتك على الاختيار الجيد كلما اكتسبت ثقة في نفسك وفي قدراتك بشكل عام.
على سبيل المثال: لو أحسست بالقلق عند شراء بنطلون جينز نتيجة لحيرتك فى الاختيار ما بين الأصناف والألوان والأشكال، في هذه الحالة غامر وقم بالشراء. هذا قرار بسيط يمكن تصحيحه عن طريق مبادلة البنطال بآخر وذلك فقط إذا أيقنت بأنك اتخذت القرار الخاطئ. وعلى أية حال حاول أن تتشبث باختيارك الأول.
قم بعد ذلك بشراء قميص يتناسب مع البنطال. لديك الوقت الكافي للتوفيق بين الأصناف والألوان المختلفة، وعندما تشعر بشيء من الابتهاج، اعلم ساعتها بانك قد اتخذت القرار الصائب ولذلك قم بشرائه على الفور. هذا الشعور الداخلي الذي أحسست به هو الذي سيساعدك على تعزيز شعورك بتقدير الذات. ستفكر وستقول “لو أنني أستطيع فعل ذلك بطريقة جيدة فإنني أستطيع أن أنجز أعمالاً أخرى. هناك تلازم بين الثقة وتقدير الذات.
قم بارتداء القميص والبنطال في الوقت الذي ستذهب فيه لملاقاة أصدقاءك. تفاخر بِزِيَّك أمامهم وستدرك لحظة سماعك للمجاملات بأنك قد اتخذت القرار الجيد.
ابتسم وكن فخوراً بنفسك لأنك قد نجحت في اجتياز الخطوة الأولى لاكتساب الثقة في نفسك عن طريق قدرتك على اتخاذ القرار.
هذا الإحساس الجديد بالثقة يكمن في رغبتك الأكيدة في إثبات ذاتك واتخاذ القرار البسيط.
قم بمكافأة نفسك لحظة النجاح واعلم أنك تستحق الأحلام التي كنت تحلم بها بل وتحقيقها. كن على ثقة تامة بنفسك وبالتالي سيثق فيك الآخرون.
حسن ثقتك بنفسك
- واجه المخاوف التي تراودك وتناس كل إخفاقاتك، انهض وحاول مرة أخرى. ليست المعضلة هي أن تفشل ولكنها محاولاتك لأن تنجح.
- لا ترنُ إلى إسعاد الآخرين دائماً. إن الاهتمام بمشاعر الآخرين أمرُ ذو بالٍ، ولكن الاهتمام باحتياجاتك أمر مهم أيضاً. إياك ومحاكاة الآخرين. ستكون الأفضل عندما تكون أنت لأنك أنت ولا شيء غيرك. جاهد أن تكون الأفضل ولا تنتقد نفسك إذا أخفقت في الوصول إلى توقعاتك.
- ابتعد عن الأشخاص ذوي الأصوات العالية وكذلك ذوي الميول العدوانية أو الأشخاص الذين يحملون وجهات نظر سلبية قد تؤثر عليك. لا تقارن نفسك بالآخرين، فقط كن أفضل ما تكون.
- قم بعمل شيء ما يترك انطباعاً جيداً في نفسك وليكن عملاً تطوعياً في ملجأ للمشردين أو في جمعية خيرية. كن أخاً أكبر أو كوني أختاً كبيرة. ساعد شخصاً آخر يحتاج المساعدة لأنه لا شيء سيشعرك بالتحسن تجاه نفسك كرؤيتك لهذا الشخص، وإدراكك أن مساعدتك له حملت إليه بصيصاً من الأمل.
- تعلم وذاكر بجد، ولا تتعلم إلا ما هو ممتع ومفيد. من الممكن أن تتعلم التصوير الفوتوغرافي أو التصميم بالحاسوب ، أو البرمجة ، أو فصلاً من فصول الأدب .. الخ. كل هذا سوف يزيد من احترام الذات لديك.
توصيات
- إن قوتك الداخلية هي التي ستمكنك من تحقيق أهدافك في الحياة. إذا سقطت أثناء المسير، قم بالتقاط أنفاسك وعاود مرة أخرى.
- خلال بنائك لثقتك النفسية، ستشعر بأنك أفضل واحترامك لذاتك سوف ينمو من الداخل والخارج.
- قد يبدو لك أن القرارات التي تتخذها ليست كلها صحيحة. ولكن فقط ضع في ذهنك أنك الشخص الذي يقوم باتخاذ جميع القرارات في حياته الصحيحة أو الخاطئة. ولأنك أنت المسئول عن اختياراتك فإنك تمتلك القدرة الكاملة لتغيير مواقفك. إياك أن تترك ثقتك بنفسك تضمحل أو تتلاشى لأنك أخفقت في إحدى الاختيارات، لا تدع شعور تقدير الذاتالذي تعزز داخلك يسقط وينهار. هناك خيارات أخرى تستطيع أن تحققها. نعم تستطيع أن تحققها وستحققها!.
- اعلم أن معظم الناس سيخبرونك بأنهم أسفوا على الأشياء التي عملوها أكثر من الأشياء التي لم يعملوها.
- كن جريئاً ولا تجهد نفسك. لو أن هناك شيء ما لم يتحقق كما تأمل فإنك على الأقل نلت شرف المحاولة.
- إن الأفراد الذين يقومون بالاختيارات ولديهم القدرة على النظر بعمق داخل أنفسهم بل وقول: أستطيع ذلك “أو” أود فعل ذلك.
- إن القرارات التي ستتخذها لن تكون فقط حول ما ترتديه أو تشتريه. يجب علينا أن نتخذ القرارات في كل ما يدور في حياتنا من تفاصيل وظروف وأشخاص. قد يكون القرار الذي يجب أن تتخذه هو “أين ستعيش”، ما هو نمط الشخصية الذي تحب أن يتوفر فيمن ستتزوج؟، اختيار الوظيفة أو المهنة، إلى أي مدرسة ستذهب؟، ستستمر في الكلية أم لا. قد يكون القرار حول ما إذا كنت ستنتقل إلى دولةٍ أخرى أو بلدٍ آخر أم لا.
- أنظر إلى نفسك كل يومٍ في المرآة وابحث عن شيء ما يجعلك فخوراً بنفسك وحاول أن تتلفظ ببعض الأشياء الايجابية في نفسك وانجازاتك ومآثرك.
- كن متأكداً من أن حديثك لنفسك إيجابي في جميع الأوقات. أخبر نفسك كم أنت عظيماً! أو كم أنت اليوم تبدوا بحالة جيدة. هذه الأشياء الإيجابية التي تذكرها بينك وبين نفسك ستساعدك على الشعور بالثقة.
- تخيل نفسك محاطاً بعدد من الناس الذين يربتون على ظهرك أو يصافحونك أو يصفقون لك وهم واقفون، إن التخيل وسيلة قوية جداً ممكن أن تستخدمها. إن الشيء الأكثر أهمية على الإطلاق هو أن تستخدمها إن الشيء الأكثر أهمية على الإطلاق هو أن تكون مقتنعاً بنفسك، لأنك لن تستطيع أن تحقق كل ما تريد إلا شريطة أن تكون مؤمناً ومقتنعاً بأنك عندما تستطيع أن تُقنع شعورك الداخلي بالطريق الذي تريد أن تسلك، ستجد أنك قد امتلأت بالثقة أكثر وأكثر، وحياتك ستسري فى الاتجاه الذي تريد سواءً كان هذا القرار هو الذهاب إلى الكلية أو الانتقال إلى بلدٍ أخرى حسب ما تريد.
- كن على درجة عالية من التصميم بأنك ستحصل على كل ما تحتاج أو تريد وهذا سيزيد احترام الذات لديك. ولذلك قم بعمل الأشياء من أجل مصلحتك الشخصية واعلم أنك يجب عليك أن تساعد نفسك قبل مساعدة الآخرين.
- كن أنانياً لأنك لا تستطيع أن تُفقد أو أن تهب ما لا تملك، وعندما تصل إلى أعلى مستوى تريده لنفسك، ساعتها تستطيع أن تبدأ في مساعدة الآخرين بأقل درجة من احترام الذات. وفي النهاية فقط ستتذكر كل ما قمت بعمله وستعرف من أنت وماذا تريد.
تحذيرات
- بعض القرارات تستلزم مشاركة أشخاص آخرين وذلك كقرار متعلق بالناحية الطبية أو قرارٍ متعلق بالمكان الذي ستعيش فيه بعد الزواج، وكذلك فإن استصدار بعض القرارات يحتاج إلى المشاركة الجماعية، يجب أن تتفهم ذلك. ولكن عندما تصبح ثقتك بنفسك من المكانة بحيث تستطيع أن تعتمد عليها، فإن هذا الإحساس الداخلي من تقدير الذاتسيمر بك من خلال القرارات الصعبة.
- إن الشعور المغاير لاحترام الذات هو القلق. لا تقم بنبذه مباشرة فقط كن على علم بأن الإحساس بالقلق ليس بإحساس جيد ولا بإحساس سيئ. إنها آلية عمل في نفسك تخبرك بأن هناك شيء ما خطأ وأنت في حاجة إلى أن تتصرف حيال هذا الشيء. إن القلق هو الوقود الذي يشعل نار الاستجابة للتعامل مع الخطأ ومن ثم تطوير احترام الذات.
- كن حذراً! لا تبالغ في بنائك لاحترام الذات فإن هذا قد يؤدي بك إلى الغرور والتكبر إن لم يكن الأمر يسري باعتدال.
- كل إنسان يمر بمراحل مختلفة من المشاعر المرتفع فيها احترام الذاتوكذلك المنخفض وهذا يحدث خصيصاً لو حكمت على نفسك من خلال النجاحات أو حالات الفشل “كما يفعل الآخرون”. لو أنك تتعلم كيفية تقدير النفس من خلال الأفعال الطبيعية “كمساهمتهم في إفادة المجتمع”، عندئذ فإنك تبدوا مؤهلاً لتطوير عالي من احترام الذات بدون أي ازدراء للآخرين.