يقول كارل ألبريخت أن مفهومنا الذي يقول أن القدرة العقلية البشرية نتاج صفة واحدة تسمى “الذكاء” انتهت فلم يعد هناك في العالم الحقيقي شيء يسمى الذكاء، ولقد حان الوقت لجلب مفهوم البروفيسور جاردنر الذي أسماه “الذكاء المتعدد” إلى وعينا اليومي. يتكون الذكاء المتعدد من ستة أنواع رئيسية من الذكاء:
الذكاء المجرد (التفكير العقلي الرمزي)
الذكاء الاجتماعي
الذكاء العملي (إنجاز الأعمال)
الذكاء العاطفي (الوعي الذاتي وإدارة الخبرة الداخلية)
الذكاء الفني (الإحساس بالجمال وتذوق الآداب و الفنون و الموسيقى وغيرها من الخبرات الشمولية)
الذكاء الحركي (القدرات البدنية الرياضية و الرقص وعزف الموسيقى)
وفي تعريفه للذكاء الاجتماعي يقول كارل ألبريخت
القدرة على الانسجام والتآلف الجيد مع الآخرين وكسب تعاونهم معك
وبضدها تعرف الأشياء فتعريف الغباء الإجتماعي هو
انعدام إحساس وافتقار للوعي بالموقف
ويقول: يتألف الشيء الذي نسميه باسم الذكاء الاجتماعي من شيئين هما البصيرة و السلوك. إننا نسعى لفهم الفعالية الاجتماعية الإنسانية على مستوى يتجاوز مستوى الصيغ و المعادلات البسيطة، يتجاوز استخدام التعبيرات اليومية اللطيفة من قبيل “من فضلك” و “أشكرك” و المجاملات الاجتماعية العادية كما يتجاوز تلك الأشياء التي تسمى “مهارات التعامل مع الناس” ذات القيمة المفترضة في مكان العمل. إننا نطمح إلى فهم الكيفية التي يتمكن بها الأشخاص الأكثر فعالية وتأثيراً من التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة ببراعة شديدة، والكيفية التي يعرفون بها في معظم الأحيان على الأقل كيفية إشراك الآخرين بطرق ملائمة للسياق العام.
هناك خمس أبعاد مختلفة لمفهوم الذكاء الإجتماعي هي
الوعي الموقفي
القدرة على قراءة المواقف وتفسير سلوكيات الآخرين في تلك المواقف وفقاً لأهدافهم المحتملة وحالتهم العاطفية وميلهم إلى التواصل.
الحضور أو التأثير
وتضم مجموعة من الأنماط اللفظية وغير اللفظية ومنها المظهر ووضع الجسم ونبرة الصوت والحركات الدقيقة، مجموعة كاملة من الإشارات التي يعالجها الآخرون ليتوصلوا منها إلى انطباع تقييمي للشخص.
الأصالة
تلتقط الرادارات الاجتماعية للأشخاص الآخرين إشارات عديدة من سلوكياتك تؤدي بهم إلى الحكم عليك كشخص صادق صريح ذي أخلاق وأمانة ونوايا طيبة أو على النقيض من ذلك.
الوضوح
القدرة على تفسير أفكارك وصياغة آرائك وإيصال المعلومات بسلاسة ودقة وشرح وجهات نظرك وأفعالك وتصرفاتك المقترحة.
التعاطف
نحن هنا نتجاوز الدلالة التقليدية لمعنى الكلمة والمنحصر في إبداء الشفقة تجاه الآخرين، ونعرفها بأنها إحساس مشترك بين شخصين وانطلاقاً من هذا التعريف سنعتبر التعاطف حالة اتصال وثيق بشخص آخر تخلق أساساً للتواصل و التفاعل والتعاون الإيجابي.
في باقي هذا الكتاب يقوم كارل ألبريخت بتقسيم على حسب هذه النقاط السابقة حيث يخصص الرفيق كارل فصل لكل بعد من هذه الأبعاد.